رأى الوزير السابق ​سجعان قزي​، أنه "من اليوم وحتى آّذار المقبل، ستتوضح بعض التطورات على صعيد المنطقة، بانتظار نتائج مفاوضات فيينا النووية، ومصير مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، ونتائج الحوار الإيراني السعودية، ومحاولة الاتحاد الأوروبي مع أميركا الدفع باجاه اصلاحات جديدة في لبنان، واكتشاف حقيقة الموقف الإسرائيلي مع هذه التطورات، وعليه فإنه قبل نهاية آذار لن يتوضح مصير الإنتخابات، ولن يكون بالإمكان توقع أي أكثرية نيابية ستفرزها هذه الإنتخابات".

واعتبر قزي في حديث تلفزيوني، أنّ "أفضل شيء يجب على اللبنانيين التركيز عليه خلال هذه الفترة، هو الأمن الداخلي، ومحاولة عدم خلق أجواء متشجنة كالتي يحاول ​حزب الله​ خلقها في البلد".

وقال: "بالمبدأ هناك إنتخابات ولكنها لن تؤدي للغيير المطلوب، وأنا لا أرى أن هذه الإنتخابات النيابية ستفرز عملية تغيير شامل في لبنان".

وشدد قزي، على ضرورة "خلق جبهة وطنية لديها مشروع إنقاذي يدور حول مصير لبنان وسيادته، وهذه المجموعة عليها أن تطرح قضية لبنان في العالم ككل، وتقول أن هذا لبنان الذي تريده أكثرية اللبنانيين، فيما الإنتخابات قد تعرقل تأسيس هذه المجموعة أكثر من تسهيلها، إذ قد تفرز الإنتخابات قيادات جديدة من أصحاب السيادة غير موحّدين".

وكشف قزي، أنّه "يريد أن يختار في الإنتخابات من يحميه في هذا الظرف المصيري، ويمنع اجتياز عين الرمانة والأشرفية وخطوط التماس، وثقته بالأحزاب التي قدّمت شهداء ولا يمكن إلغاء أحزاب عمرها 80 سنة وقدّمت 10 آلاف شهيد".

وأكد أنه "سبق أن أعلن أنّه غير معني بالترشح للإنتخابات، وليس لديه الرغبة بالترشح في ظل قانون إنتخابات لا يشجع النخب للترشح، بل يشجع على المقاطعة".

وسأل: "ماذا يفعل وزير الدفاع في قضية مسيرة حزب الله؟ ولماذا لا يغطي الجيش؟"

وفيما يتعلق بطلب ​الفاتيكان​ رفع حزب الله من قائمة الإرهاب، أوضح قزي أنه "استفسر حول هذا الموضوع، وتأكد أنه غير صحيح وليس متداولاً، ومن يسرب هذه المعلومات دبلوماسي لبناني موجود في الفاتيكان، وهذا أمر مؤسف للغاية، وما يحصل معيب".

وأشار إلى أنه "عندما زار وزير خارجية الفاتيكان بول ريتشارد غالاغير لبنان، واجتمع مع القيادات والنخب، لم يقل في كل اجتماعاته ولقاءاته وتصاريحه أي كلمة تشير إلى هذا الخبر".

وأضاف: أنّه "عندما عاد كالاغير إلى الفاتيكان، وأطلع الدبلوماسيين المتواجدين في الفاتيكان نتائج زيارته إلى لبنان، لم يثر أبداً هذا الموضوع، وقال فقط إن حزب الله جزء من الواقع اللبناني، يجب أن يكون شريكاً في إعادة بناء لبنان".

وأعلن قزي، أنه "مع كل تدبير يُتخذ لوضع حد لظاهرة حزب الله في لبنان، إنما تحميل إنعكاسات وضع حزب الله على لائحة الإرهاب والعقوبات للبنان فهو لا يشجعه".

وأكد أنه "بالنسبة للفاتيكان وغير الفاتيكان، نحن نريد من الدول الصديقة مساعدتنا بما نحن نريد، ليس بما تعتبره الدول مناسباً للبنان، ونريد معالجة القضايا التي نشكو منها".

وشدد على أن "الفاتيكان مؤيد لحياد لبنان، وهو يعمل هذا المشروع، ولا يقوم بإعلان هذا الأمر حتى لا يتم العمل على إفشال مبادرته".

وأوضح أن "دبلوماسية الفاتيكان بطيئة وسرية وناشطة من دون تصاريح، ويجب عدم الحكم على مواقف الفاتيكان بنفس طريقة الحكم على مواقف دول أخرى".

وحول قضية حاكم مصرف لبنان، اعتبر قزي، أن "رئيس الجمهورية ميشال عون يطرح قضايا كبيرة، قبل أشهر من نهاية عهده، وكأنه في سنته الأولى، وذلك للتدليل على أنه لازال يمسك بكامل سلطاته".

وتمنى أن يعقد لقاء بين الرئيس عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لأن الصراع القائم في القضاء مميت. وسأل قزي: "إذا استقال أو أُقيل أو سجن رياض سلامة، ماذا سيحصل في المصارف؟" وأضاف: "لن يجري تعيين بديل عنه في ظل غياب التوافق، ولا يجب الاستمرار في الشعبوية، إذ إن هذا الصراع يقتل للعهد، وما تقوم به القاضية غادو عون غير قانوني وغير قضائي، وهي وتدّعي صفة مسحوبة منها في السابق، وبالتالي فإن حاكم مصرف لبنان لن يمثل أمامها".

وأكد قزي، أنّه "لا يعرف ما فعله رياض سلامة، وهناك غرفة في لبنان تتعاطى مع مجموعة في فرنسا، توزع كل الدعاوى على الدول ومضمون هذه الدعاوى فارغ، وهناك أموال تدفع لخلق دعاوى وهمية، والهدف إزاحة رياض سلامة لتعيين بديل يتبع لهم".